التدابير التشريعية لضمان أمن الذكاء الاصطناعي
12 مايو 2024
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي (AI) وتغلغله في المزيد والمزيد من جوانب حياتنا اليومية، تصبح الحاجة إلى ضمان أمنه أمرًا بالغ الأهمية. وفي هذا السياق، يهدف مشروع قانون تم تقديمه مؤخرًا في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى مواجهة هذا التحدي الحاسم.
يهدف قانون تأمين الذكاء الاصطناعي الآمن، الذي قدمه السيناتور مارك وارنر (ديمقراطي عن ولاية فيرجينيا) وتوم تيليس (جمهوري عن ولاية كارولينا الشمالية)، إلى إنشاء قاعدة بيانات مركزية لتتبع وتسجيل جميع الانتهاكات الأمنية المتعلقة بأنظمة الذكاء الاصطناعي. لن يشمل هذا المستودع ليس فقط الهجمات الناجحة، ولكن أيضًا الهجمات الوشيكة الحدوث.
مركز أمن الذكاء الاصطناعي في وكالة الأمن القومي
أحد البنود الرئيسية لمشروع القانون هو إنشاء مركز لأمن الذكاء الاصطناعي داخل وكالة الأمن القومي (NSA). ستكون مهمة هذا المركز إجراء البحوث في مجال تقنيات“مكافحةالذكاء الاصطناعي”، أي أساليب التلاعب بأنظمة الذكاء الاصطناعي ومواجهتها.
وبالإضافة إلى ذلك، سيضع المركز مبادئ توجيهية وأفضل الممارسات لمنع الهجمات المضادة للذكاء الاصطناعي والتخفيف من آثارها، وبالتالي توفير إطار عمل أساسي لمطوري ومستخدمي حلول الذكاء الاصطناعي.
أنواع الهجمات التي يجب التصدي لها
يُصنّف قانون الذكاء الاصطناعي الآمن الهجمات على أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى أربع فئات رئيسية
- تسميم البيانات: يتضمن هذا الأسلوب إدراج تعليمات برمجية خبيثة في البيانات التي تجمعها نماذج الذكاء الاصطناعي وتستخدمها، وبالتالي إفساد مخرجاتها وتشغيلها.
- هجماتالمراوغة: تهدف هذه الهجمات إلى تعديل البيانات التي تحللها نماذج الذكاء الاصطناعي بهدف إرباكها وتضليلها.
- الهجماتالقائمة على الخصوصية: وهي هجمات تهدف إلى انتهاك خصوصية المستخدمين من خلال استغلال نقاط الضعف في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- هجماتإساءة الاستغلال: تشمل هذه الفئة الهجمات التي تهدف إلى إساءة استخدام قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي أو استغلالها بشكل خبيث.
إن التصدي لهذه التهديدات أمر بالغ الأهمية لضمان موثوقية وأمن حلول الذكاء الاصطناعي مع حماية خصوصية المستخدمين وبياناتهم.
دور المعهد الوطني للمعايير والمقاييس والمعايير الدولية للمعايير الأمنية
بالإضافة إلى إنشاء مركز الأمن في وكالة الأمن القومي، يتطلب مشروع القانون من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) العمل معًا لتطوير قاعدة بيانات الاختراقات الأمنية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والحفاظ عليها.
ومن شأن هذا المورد المركزي أن يسمح برصد الحوادث الأمنية وتحليلها، مما يسهل تطوير تدابير مضادة أكثر فعالية واستهدافًا.
التوافق مع مبادرات إدارة بايدن
يتماشىقانون الذكاء الاصطناعي الآمن مع مبادرات إدارة بايدن لمواجهة التحديات الأمنية للذكاء الاصطناعي. على وجه التحديد، يتطلب الأمر التنفيذي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي أصدره الرئيس من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا والابتكار وضع مبادئ توجيهية ل “الفريق الأحمر” – وهي عملية الاختبار المتعمد لنماذج الذكاء الاصطناعي بحثًا عن نقاط الضعف.
وبالإضافة إلى ذلك، طلب الأمر التنفيذي من مطوري الذكاء الاصطناعي تقديم تقارير أمنية مفصلة، بما يتماشى مع النهج الاستباقي الذي يروج له قانون الذكاء الاصطناعي الآمن.
الحاجة إلى إجراء اختبارات أمنية متعمقة
لضمان أمن نماذج الذكاء الاصط ناعي الأكثر تطوراً، من الضروري أن يخضعها المطورون لاختبارات أمنية صارمة وجلسات فحص أمنية شاملة قبل إتاحتها للجمهور. وقد قامت بعض الشركات، مثل مايكروسوفت، بتطوير أدوات لتبسيط تنفيذ التدابير الأمنية في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، من الأهمية بمكان أن تصبح هذه الممارسات معياراً للصناعة، ويمكن أن يكون قانون الذكاء الاصطناعي الآمن خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
المسار التشريعي
قبل أن تتم مناقشته والتصويت عليه من قبل مجلس الشيوخ بكامل هيئته، يجب أن يمر قانون الذكاء الاصطناعي الآمن عبر اللجان ذات الصلة. وقد تؤدي هذه العملية إلى تغييرات أو تعديلات على النص الأصلي لمشروع القانون.
ومع ذلك، فإن الدعم الواسع الذي يحظى به مشروع القانون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذي يرعاه ديمقراطي وجمهوري، يمكن أن يسهل مساره التشريعي.
الخاتمة: خطوة للأمام من أجل ذكاء اصطناعي آمن
يمثل قانون الذكاء الاصطناعي الآمن جهدًا مهمًا لمعالجة التحديات الأمنية للذكاء الاصطناعي. من خلال إنشاء قاعدة بيانات مركزية للاختراقات الأمنية، وتعزيز البحث في تقنيات مكافحة الذكاء الاصطناعي وإنشاء مركز امتياز في وكالة الأمن القومي، يهدف مشروع القانون هذا إلى إنشاء إطار تنظيمي أكثر قوة لضمان أمن أنظمة الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من أن المسار التشريعي قد يطرح المزيد من التحديات، إلا أنقانون الذكاء الاصطناعي الآمن يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التبني المسؤول والآمن للذكاء الاصطناعي، مع حماية خصوصية المستخدمين وبياناتهم.
مصدر المقال هنا.