يُحدثالذكاء الاصطناعي ثورة في القطاع المالي، وتدرس المؤسسات الكبيرة بجدية استبدال وظائف المبتدئين بأدوات الذكاء الاصطناعي. يمكن أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير على طريقة توظيف هذه الشركات للموظفين الجدد وعلى إدارة وتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات.
الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي
كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز، تقوم المؤسسات المالية الكبرى مثل غولدمان ساكس ومورغان ستانلي باختبار أدوات الذكاء الاصطناعي بهدوء، والتي يمكن أن تحل إلى حد كبير محل المحللين الماليين المبتدئين. أدوات الذكاء الاصطناعي هذه قادرة على تجميع التقارير وتفسيرها ومعالجة البيانات والإحصائيات في ثوانٍ، وهي مهمة قد تستغرق ساعات من المحلل البشري.
وتجري هذه البنوك الكبرى تجارب تحت أسماء رمزية مثل“سقراط“، في محاولة لجعل توظيف آلاف الخريجين أمراً مستحيلاً. وتشير تقديرات جولدمان ساكس إلى أن حوالي 300 مليون عامل يمكن أن يتأثروا بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي، ويبدو أن الشركات في القطاع المالي تتحرك في هذا الاتجاه لجعل هذا التوقع حقيقة واقعة.
الأتمتة في القطاع المالي
تستخدم المؤسسات في القطاع المالي بالفعل أشكالاً مختلفة من الأتمتة، مثل أدوات تخطيط العمل وعمليات المستندات الذكية. يمكنللذكاء الاصطناعي التوليدي، على وجه الخصوص، أن يتيح أتمتة أكبر للتحليل المالي والعمليات التشغيلية، مما يحسن من جهود التخفيف من المخاطر وتحسين العمليات المالية.
ومع ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الأتمتة أيضًا إلى تقليل وظائف المبتدئين. فالعديد من المحللين الماليين المبتدئين يؤدون مهام متكررة ومستهلكة للوقت يمكن أتمتتها بسهولة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وهذا يمكن أن يجعل الأمر أقل جاذبية للخريجين الجدد للبحث عن عمل في هذه المناصب، على الرغم من الرواتب الكبيرة المعروضة.
التأثير على تنظيم العمل
يعملالذكاء الاصطناعي التوليدي بالفعل على تغيير طريقة عملنا، ولكن يبقى أن نرى مدى تأثيره على الوظائف البشرية. في الوقت الحالي، لا تزال العديد من المؤسسات في المراحل التجريبية لاستخدام هذه التكنولوجيا لدمج أنشطة الموظفين، ولكن يتوقع الخبراء أن يتغير هذا الأمر بسرعة.
من المقرر أن يكون القطاع المالي من أوائل القطاعات التي ستخضع لتجربة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، ونتيجة لذلك، من المرجح أن يكون مدراء تكنولوجيا المعلومات والموظفون الآخرون في هذا القطاع أول من يرى تأثير ذلك على أدوارهم في الشركات.
فوفقًا لدراسة أجرتها جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM) ومعهد Burning Glass، ستكون الخدمات المالية، إلى جانب القطاع القانوني وأبحاث السوق، من بين أول القطاعات التي ستتأثر بتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي. تشير التقارير إلى أن شركات مثل مورغان ستانلي وبنك أوف أمريكا ونورث ويسترن ميوتشوال ستكون من بين أكثر الشركات تأثراً.
التحديات والفرص الجديدة
من المؤكد أن تطبيقالذكاء الاصطناعي في القطاع المالي سيجلب بالتأكيد تحديات وفرصاً جديدة لمديري تكنولوجيا المعلومات وغيرهم من المديرين التنفيذيين في قطاع الأعمال. فبينما سيكون هناك عدد أقل من الموظفين الذين يجب إدارتهم من منظور تكنولوجي، ستكون هناك تحديات جديدة في تنفيذ وإدارة أدوات الذكاء الاصطناعي وأدوارها المختلفة داخل المؤسسة.
وفقًا لتقرير صادر عن شركة Deloitte الاستشارية، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يتيح أتمتة أكبر للتحليل المالي والعمليات التشغيلية. ومع ذلك، فهذه ليست سوى بداية لسلسلة من التغييرات التي يمكن أن تنتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي. وبفضل قدرته على معالجة كميات كبيرة من البيانات وإنتاج محتوى جديد بسرعة، يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي إمكانات واعدة لإحداث تغييرات جذرية لا يمكننا التنبؤ بها بعد.